NB: La version arabe de ce texte est en bas
افتتاح
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن مما يثلج الجَنان، بكيفية تجلُّ عن الوصف والبيان، أن أتشرف إلى كتابة مقدّمة لهذه المجلة في الزيارة السنوية لقرية انكيك فال التي أنشأها العارف بالله والخرّيت الأريحي الهمام، الكوكب الأسعد مولاي الحاج عباس صل التجاني رضي الله عنه. تلك الزيارة التي تستقبل الخمسين ربيعا من عمرها. وهذه المجلة استطاعت بكل براعة أن تلفت النظر إلى أهمية الزيارة نفسها وما لها من مغزى عميق في الجانب الروحي والاجتماعي، وفي إتاحة المساحة للذكر والفكر خلال حلقات الأذكار، وعند تلاوة القرآن الكريم بآلاف الختمات، وكلها تحت منابر للوعظ والإرشاد والتوجيه بين الحين والآخر وإلقاء الدروس المفيدة من مختلف العلوم والفنون، والأحداث المستجدّة التي تهم الدين الحنيف. وعلاوة على هذا، فالمجلة تطرّقت إلى تفصيل موجز لحيوات بعض مقدمي الشيخ رضي الله عنهم، لبيان أن تلك النخبة قضت نحبها رحمهم الله تعالى ولكن لم يعفُ آثارهم، فهم الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم، فعانوا المشقة والتعب في تحقيق أهداف شيخهم في الحياة الدنيا هذه، فابدأ بعدّك: الشيخ محمد الغالي صل، والشيخ أحمد تجان ود، والشيخ محمد الأمين ود، والشيخ محمد المصطفى نيانغ، وأيضا من الأبطال الذين بعدهم أمثال: الشيخ أحمد التجاني غاي، والشيخ محمد المصطفى صل، والشيخ الحاج مالك صل، والشيخ جبريل غاي، وغيرهم. وذهب الباحثون بكل تفنن وبراعة إلى توفير صور شمسية للرعيل الأول من أتباع الشيخ عباس صل، ممن لا يتأتى لكثير من الشباب اليوم أن يُعرّفوا صورة أي واحد من هؤلاء الشمّ البهاليل الذين أذكر منهم: الحاج جم انجاي، والحاج إبراهيم انجاي جوب، والشيخ مأمون انجاي، والحاج فربا امبنغ غيرهم. كل هذه إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على أن الباحثين هؤلاء قاموا ـ بجدّ مع كل إخلاص وصدق ـ بجهود تكفّل لأعمال الشيخ استمراريتها المطبوعة، مما دفعني إلى تشجيع وتهنئة اللجنة التي قامت بالعمل القيم هذا، لأن أنبل الأعمال هو نشر أعمال الشيخ عباس وإظهار إنجازاته في كل جوانبها. وبفضل تعدد جوانب العبادة واختلاف الأنشطة الروحية التي تُمارَس في الزيارة حُقَّ لها أن تسمى [عيد الأرواح]، لكونها تساعد العبد على توحيد ربه إلى أقصى درجات التوحيد، وتقديسه غاية التقديس، وتجريد روحه عن كل ما سوى الله، وإفراد العبادة له سبحانه وتعالى لا شريك له. هذا العيد ـ كما كان الشيخ يريد ـ مجنَّبٌ عن كل ما سوى الله من حظوظ النفس ومتاع الدنيا الدنية هذه، ولا يزال هكذا إن شاء الله تعالى. وأختم كلامي بأني لا أزال في مدّ يد المساعدة والدّعم إليكم، متمنيا لكم كل التوفيق والنجاح، وسائلاً الله تبارك وتعالى أن يسدد خُطاكم ويحقق لكم كل الآمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه وما ذلك عليه بعزيز.
الدكتور الشيخ محمد المنصور صل الخليفة العام للأسرة العباسية لوغاـ سنغال
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire